51Թ

الميا

تؤدي ندرة الميا إلى تفاقم الصراعات على مستوى العالم، ولكن مبادرات الإدارة المستدامة، مثل المشروعات التي يدعمها الصندوق في منغوليا وكولومبيا، تظهر كيف يمكن أن يؤدي الوصول العادل إلى الميا إلى تعزيز السلام والازدهار.

 

في روبكونا، جنوب السودان، تعرض نياغارا مالويت قوالب الفحم المصنوعة من ياقوتية الماء المتفحمة - وهي من النباتات الطفيلية التي تعطل الممرات المائية وأنظمة الغذاء، مما يؤدي إلى تفاقم الفيضانات. ويساعد تحويلها إلى وقود مستدام على الحد من إزالة الغابات. توافر الماء باستمرار هو حلم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين. يعيش أكثر من 70. يستجيب برنامج الأغذية العالمي للكوارث المرتبطة بالميا، مثل الجفاف والفيضانات، من خلال توفير المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة. وفي الوقت نفسه، يدعم البرنامج المجتمعات المحلية في بناء القدرة على الصمود من خلال استعادة النظم البيئية لتحسين توافر الميا والحصول على الغذاء على المدى الطويل.% من الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في العالم في مناطق يكون فيها توافر الميا محدودا

هي محور الحياة كلّها، وبالتالي جميع الاقتصادات. ولهذا السبب، ليس من المستغرب أن يكون هناك أيضًا ترابط بين الميا والنزاعات. ويتفاقم خطر النزاعات مع تزايد ندرة الميا وآثار. وتشكّل الإدارة الفعّالة والمستدامة للموارد المائية أمرًا بالغ الأهمية من أجل تقليل المنافسة والمساهمة في إرساء السلام المحلي. ويبدأ ذلك برصد الموارد المائية. و هي أداة أنشأتها منظمة واستخدامت في مناطق الصراع مثل سوريا والسودان ومالي وسريلانكا لمراقبة موارد الميا والحد من الصراع واستعادة الوصول إلى الميا.

وفقًا يحصل الأطفال النازحون مؤخرًا في جَنُوب قطاع غزة على ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى —ثلاثة لترات يوميًا— الذي يتيح لهم البقاء أحياء يرزقون. ووفقًا للمعايير الإنسانية، يبلغ الحد الأدنى لكمية الميا اللازمة في حالات الطوارئ 15 لترًا، بما في ذلك مياه الشرب والغسيل والطهي. وأثر ذلك كله كبير على الأطفال بوجه خاص لأنهم كذلك أكثر عرضة للجفاف والإسهال والأمراض وسوء التغذية.

ستعقد الجمعية العامة في المدة من 22 إلى 24 آذار/مارس 2023 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.   فالميا هي قضية الجميع. تعرفوا بكيفية المشاركة وتابعوا كذلك الذي يُعقد في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

لا شك أن وجودنا يعتمد على الميا وكلنا بحاجة إليها لشربها ولزراعة منتجاتنا الغذائية. وتساهم النظم الإيكولوجية المتصلة بالميا بإدامة سبل العيش والأمن الغذائي والتغذية، غير أنّ تفاقم ندرة الميا العذبة نالت ما لا يقل عن 3.2 مليارات نسمة تعيش في مناطق زراعية ذات مستويات عالية إلى عالية جدًا، مما يستدعي مجموعة من التدابير المناسبة، كالمحاسبة والتدقيق في مجال الميا، لكونهما الأساس في أي استراتيجية فعالة لمعالجة حالات النقص في الميا وندرتها، خاصة في المجال الزراعي.