الأمم المتحــدة في عامها السبعين: العمـل ككيـان واحـد لتحقيـق مسـتقبل صحي للجميع
بيد أن الصحة الجيدة لا يمكن أن تتحقق من فراغ. فإذا كنا نُريد إيجاد عالم أصح حقا علينا أن نستخدم عقلية توفير “الصحة للجميع” وأن نعمل عبر القطاعات من أجل فهم جميع المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة والاستجابة لها على نحو تام.
الاجتهاد من أجل تحقيق الأمن البشري
ومنذ إنشاء الأمم المتحدة، أحرز تقدم كبير. وعندما تم التصديق على ميثاق الأمم المتحدة، كانت أغلب البلدان الآسيوية والأفريقية لا تزال مستعمرات أوروبية. وبدأت الأمم المتحدة وبها 51 دولة عضوا، زادت على مدى هذه السبعين عاما حتى بلغت اليوم 193 دولة عضوا. وربما فاقت وتيرة التهديدات والتحديات المستجدة التي تُختبر بها المنظمة وتيرة التقدم. وتُعلن المادة الأولى من الميثاق أن الهدف الأول للمنظمة الدولية هو “حفظ السلم والأمن الدوليين”. وإذا كان معنى الأمن أن يكون المرء بمأمن من القتل أو الاضطهاد أو الإيذاء، وأن يكون متحررا من الفقر المدقع الذي يجلب امتهان الكرامة وازدراء النفس، وحرا في خياراته، إذاً، ما زال هناك عدد كبير للغاية من الناس اليوم لا يتيسر لهم الأمن.
ثلاثة إصلاحات بسيطة في السبعين سنة القادمة
وفي عام 2015، وبمناسبة الذكرى السنوية السبعين لميلاد الأمم المتحدة، حان الوقت لتغيير ذلك وإنشاء مكان عمل يمكن فيه الاستفادة من الموهبة والمهارة والتصميم بسهولة أكبر لتحقيق نتائج ذات مغزى. وأورد هنا بعض الأفكار عن كيفية القيام بذلك.
تأملات في دور الأمم المتحدة
إن عمل الأمم المتحدة يؤثر على الشعوب في أنحاء العالم فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالسلام والأمن، والتنمية وحقوق الإنسان؛ من نزع السلاح إلى جهود محاربة الإرهاب والتطرف؛ ومن منع نشوب النزاعات إلى حفظ السلام وبناء السلام؛ ومن الوقاية من الأمراض إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتوفير التعليم للجميع؛ ومن إعادة توطين اللاجئين إلى تقديم المساعدة الإنسانية؛ ومن سيادة القانون إلى مكافحة الجريمة عبر الوطنية. ...ونحن إذ نحتفل بمرور سبعين عام على إنشائها، لدينا كل مبرر للاحتفال بجميع ما أنجزه مجتمع دولنا. ونحن، إذ نقوم بذلك ينبغي أن نتطلع أيضا إلى المستقبل، وأن نسعى جاهدين إلى تغيير الأمم المتحدة لكفالة أن تظل فعالة وهامة في عالم جديد دينامي معولم.
لحظة هامة في عمر الأمم المتحدة والدروس المستفادة منها
وبروح العصر، بدأ يتزايد شيء من الضجيج طلبا للشفافية والمشاركة. وذلك مفهوم، ولكنه يعكس سوء فهم لطبيعة وتكوين مركز مجلس الأمن ودوره. وعلى الأمين العام أن يقوم بدور حاسم كشريك للمجلس إذا ما أريد للنظام حسن الأداء...
خطة جديدة: دور تعددية الأطراف في عالم مُعقَّد ومتغير
تتيح لنا الذكرى السنوية السبعون لإنشاء الأمم المتحدة فرصة للتقييم والاعتراف بنجاحاتنا والتسليم بأوجه قصورنا. ولا مراء في أن الأمم المتحدة جعلت العالم مكانا أفضل خلال العقود السبعة الماضية. ونجحنا في جعل العالم يُدرك ما في تعدديته وتنوعه من ثروة. ولأول مرة في التاريخ، تحقق توافق آراء حول المساواة بين الجنسين. فلا يمكن لعنصر أو ثقافة أن يزعم أنه يمثل وحده الحضارة الإنسانية.
نحو مستقبل أكثر أمنا وعدلا وإنسانية
وما من شك في أن الكثير اليوم يتوقف على القيادة. فإذا ما اعترف القادة بمسؤوليتهم وتغلبوا على الخلافات التي طال أمدها، بما في ذلك المظالم الذاتية، فسيكون من الممكن إيجاد مخرج من الأزمة. فقد استطعنا قبل ثلاثين عاما أن نفعل ذلك في ظل ظروف أصعب بكثير، عندما بدا أن المواجهة السياسية لا يمكن التغلب عليها، وكانت مخزونات الأسلحة النووية أكبر بكثير منها الآن. واليوم، لا يجب أن يصيبنا الذعر، ولا أن نستسلم للتشاؤم. فمن الممكن، مجازا، تصفية سماء مقر الأمم المتحدة من السُحب، و تهيئة الظروف المواتية للمنظمة العالمية لأداء مهمتها.
السبعون سنة الأولى من عمر الأمم المتحدة: الإنجازات والتحديات
ولا تزال التحديات الإنسانية مخيفة، خاصة مع ارتفاع عدد المشردين ليس فقط بسبب الصراع، ولكن بسبب طائفة معقدة من العوامل بما فيها تغير المناخ. ومع ذلك، فقليل من يرون أن هناك أحدا غير الأمم المتحدة قادرا على أن يقود وينسق الاستجابات مهما كانت الانتقادات.
منع استخدام الجنود الأطفال ومنع الإبادة الجماعية
وباتخاذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2171 (2014)، فإنه “التزم بتحسين استخدام جميع أدوات منظومة الأمم المتحدة لكفالة ترجمة إشارات الإنذار بحدوث سفك دماء وشيك إلى “عمل وقائي ملموس” (الأمم المتحدة، 2014). وهذا العمل يمكن أن يتجلى في إعطاء الأولوية لمسألة حماية الأطفال على جدول أعمال السلام والأمن، مما يمكن أن يحذرنا من وقوع إبادة جماعية محتملة.
تصدير
الهدف 11- جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة
لم يسبق أن كان وضع رؤية خاصة بالمدن أكثر أهمية مما هو عليه اليوم. إذ يعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليا في المدن ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه للهجرة. وبحلول عام 2050، سيكون أكثر من ثلثي العالم من سكان المدن. ومن المتوقع أن تضاعف الهند وحدها عدد سكان المدن بإضافة 404 ملايين من السكان الجدد إلى المدن على مدى السنوات الخمس والثلاثين القادمة(1).
الهدف 6- ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة
يمثل الحصول على الموارد المائية النظيفة والمأمونة والآمنة شرطا مسبقا أساسيا لازدهار المجتمعات المحلية. وفي حين تعتبر إمكانية الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي من المسلمات في أغلب الأحيان في البلدان المتقدمة، يُحرم الكثيرون من هذا الحق الأساسي كل يوم في جميع أنحاء العالم.