الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي
البروفسور كريغ بويد، د. مليسا غونزاليس، د. مارتا مورينو فيغا، د. بيتر مانويل، و كمبرلي مان
حمل الرقيق معهم الكثير من المهارات القيمة والمعارف المفيدة التي ساعدت على بناء المجتمعات التي وجدوا أنفسهم فيها أثناء تجارة الرقيق عبر الأطلسي. وفي حالات كثيرة، كانت الإيقاعات والتقاليد الموسيقية التي جلبوها معهم من وطنهم ضرورية لبقائهم على قيد الحياة والحفاظ على هويتهم، طبقاً لما قاله خبراءٌ للمشاركين في مناسبة معنونة "الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي" عقدت في 14 نيسان/أبريل 2016 في المقر بنيويورك.
ومع ترحال المرء في أغوار الشتات الأفريقي، تحفل الموسيقى والرقصات التى تعتبر أصلية بذكريات القارة الأفريقية إلى حد كبير، غير أن هذه الحقيقة لا يدركها الجميع. والخطوة التالية في هذه الرحلة الموسيقى هي توثيق الأصول الأفريقية لهذه الأشكال الفنية. وهذه العملية لإحياء الذكرى ستساعد الناس على الاعتراف بإبداعات الأفريقيين ومساهماتهم، والتمتع في الوقت نفسه بالموسيقى التي يعزفونها في الوقت الحاضر بوصفها موسيقاهم.
وقالت د. مارتا مورينو فيغا، مديرة حلقة النقاش ومؤسِّسة ورئيسة معهد الشتات الأفريقي التابع للمركز الثقافي الكاريبي في مدينة نيويورك: "علينا أن نرى أحدنا الآخر في بعضنا البعض، وأن نتلمس الروابط في ما بيننا". وقالت د. فيغا إن دراسة أفريقيا والشتات الأفريقي مازالت في مرحلة وليدة، بسبب المعوقات الاستعمارية. "وبإمكان الأمم المتحدة أن تساعدنا في إقامة هذه الروابط."
وقالت إن حجم الإبداع والابتكار اللذين استخدمهما الرقيق الأفارقة في ظل ظروف لا تحتمل ليتذكروا موسيقاهم التقليدية كان معجزياً. وأضافت قولها "لقد كان ذلك روح الفهم." وقام قسم التوعية التثقيفية التابع لإدارة شؤون الإعلام بتنظيم الإحاطة الإعلامية في شراكة مع قسم الدعوة والعلاقات مع المنظمات غير الحكومية، في إطار الاحتفال السنوي باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي لعام 2016.
ورداً على ما أبداه جمهور المستمعين من انزعاج لعدم الاعتراف بالصلة القائمة بين أفريقيا والأنواع الكثيرة للموسيقى والرقص في العالم، أعرب البروفسور كريغ بويد بالجامعة الأهلية لمقاطعة سافولك، عن اعتقاده بأهمية تبادل هذه التقاليد على نطاق واسع. وقال: "يجب علينا أيضاً أن نثقف الطلاب بشأن مصدر النغمات التي أُدمِجَت في الموسيقى الإنجيلية والجاز والبلوز والروك وغيرها من الأساليب الموسيقية الشعبية في الولايات المتحدة."
وقالت د. مليسا غونزاليس، المدرِّسة بكلية هانتر وجامعة مونتكلير الحكومية، إن التكنولوجيا، بدون عوائق تمويلية وبيروقراطية، يمكن أن تُستَخدَم لإنشاء قوائم بالمقطوعات الموسيقية وغير ذلك من المعلومات لمساعدة الشباب على معرفة كيف تستمد الأغاني المعاصرة التي يسمعونها كل يوم جذورها من القارة الأفريقية. وقدمت د. غونزاليس عرضاً عاماً يبين كيف تتجسد الموسيقى والرقصات الأفريقية في السامبا بالبرازيل، والتانغو في الأرجنتين، والكومبيا في كولومبيا. أما د. بيتر مانويل، أستاذ موسيقى الشعوب في كلية جون جاي ومركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، فشرح كيف أنشأ الأفريقيون آلات جديدة، من قبيل الطبلة الفولاذية في ترينيداد، في مواجهة ما أبداه المسؤولون الحكوميون من معارضة. وقد تتبَّع أيضاً الأنواع الكثيرة للإيقاعات والآلات التي تحظى بشعبية في منطقة البحر الكاريبي ولكنها ذات أصول أفريقية، مثل طبل الكونغو، وطبلة باتا المزدوجة، وآلة المبريا.
وللاطلاع على المزيد عن الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي، يرجى مشاهدة البث الشبكي وزيارة الموقع الشبكي "تذكُّر الرق" (Remember Slavery).